كيف ترد بذكاء على أسئلة المقابلات الشخصية للوظائف؟
تعد مقابلات شغل الوظائف الشاغرة خطوة كبيرة مشحونة بالقلق، لكنها ضرورية من أجل الفوز بالوظيفة، فكيف تنجح في الرد على الأسئلة الغريبة أو غير المتوقعة التي يمكن أن تواججها؟
لا غرابة في أننا قد نصاب بالتوتر، ذلك لأننا ندرك أننا سوف نواجه بعض الأسئلة الغريبة، أو المجردة، أو ربما السخيفة أيضا.
والأكثر من ذلك، هو أن هناك شفرة خفية تتمثل في لغة المقابلة الشخصية التي يعرفها رب العمل، ولا يفصح عنها للمتقدمين للوظيفة. ونتمنى لو عرفنا سر تلك اللغة.
ربما يتسنى لنا ذلك إذا حصلنا على بعض المعلومات المهمة من عدد من الشخصيات المؤثرة على موقع "لينكد إن" (LinkedIn) على شبكة الإنترنت، والذين تناولوا تلك الموضوعات في الفترة الأخيرة.
وإليك ما يقوله إثنان من هؤلاء:
ليز رايان - المديرة التنفيذية وإحدى مؤسسي شركة "هيومان ويركبليس"
"مقابلات العمل تعد تجربة عجيبة،" هذا ما كتبته رايان في مقال بعنوان "إجابات ذكية على أسئلة غبية للمقابلات".
وتضيف رايان: "النص المألوف لإجراء المقابلات يعد نصا متبلدا، ومسيئا، ولا يساعد جيدا في الفصل بين أفضل وأسوأ المرشحين للوظيفة. كما أن الأشخاص الذين لا يزالون يهابون تجربة الأمور الجديدة لا يجرؤون على الخروج عن ذلك النص."
ويشمل نص المقابلات الشخصية، وفقاً لرايان "أسئلة غبية من قبيل: ما هي أكبر نقاط ضعفك؟ ولماذا يتعين علينا تعيينك من بين كل هؤلاء المتقدمين للوظيفة من الموهوبين؟ وفي أي موقع ترى نفسك بعد مرور خمس سنوات؟"
أغلب الظن أن لديك إجابة معلبة محفوظة للرد على مثل هذه الأسئلة، لكن رايان تقول: "بوسعك الخروج عن النص، والإبقاء على بشريتك خلال المقابلة الشخصية. ويمكنك أن تبدأ بداية جيدة بإجابة لا يتوقعها من يجري معك المقابلة."
لأن ذلك سوف يرغمه على مزيد من التفكير، "وسيجعل من السهل أن يتذكرك جيدا،" كما تقول رايان.
وتقدم رايان إجابات بديلة على تلك الأسئلة الثلاثة البغيضة، ومن بينها:
في الرد على السؤال المتعلق بأكبر نقاط ضعفك، يمكنك أن تقول: "كنت أنشغل كثيرا بنقاط ضعفي، وكنت أعتقد أنني أعاني من مليون عيب يستدعي التصويب والمعالجة. وقد طالعت الكتب، وحضرت دورات دراسية مختلفة في محاولة لتحقيق تحسن."
"لكنني أدركت شيئاً فشيئاً أنه لا معنى لانشغالي بأشياء لا أجيدها، وأنه ليس من المنطقي أن أفكر في نفسي على أنني لدي عيوب فقط. إنني هذه الأيام أركز على تحسين ما أجيده بالفعل، مثل تصميم رسوم الغرافيكس بصفة خاصة."
وتمثل هذه إجابة بعيدة تماما عن الإجابة المألوفة المتمثلة في الكلام عن همتك في أداء العمل، وكيف أن بوسعك أن تعمل بمنتهى الجد من أجل التفاني في أداء العمل المطلوب.
وتضيف رايان: "أنت تدرك بالفعل معنى جلوسك على الكرسي، ولعب دور طالب الوظيفة الجيد. ما الذي يحدث إن خرجت عن النص في مقابلتك الشخصية، وقدمت نفسك كما أنت؟"
جيف هادين - صاحب شركة "بلاك بيرد ميديا" والمتحدث باسمها:
في مقاله على موقع "لينكد إن"، تحت عنوان "تسعة أشياء لا يخبر بها مديرو المقابلات المتقدمين للوظيفة، لكن يجب أن يخبرونهم"، كتب جيف هادين يقول: "في أفضل المقابلات الشخصية للعمل، يقول المتقدمون أشياء كثيرة، ويقول مجرو المقابلة أشياء قليلة جدا."
ويضيف: "بيد أن هناك أشياء يود من يدير المقابلة أن يخبر بها المتقدمين للوظيفة قبل بدء المقابلة." ويقول هادين إن من بين هذه الأشياء:
"أريد منك أن تكون جديراً بالحب والمودة. وأن تكون واضحا؟ نعم بالتأكيد، وأن تكون ناقدا أيضا. فمع أهمية المهارات والمؤهلات، نرغب جميعا في العمل مع أناس نشعر تجاههم بالمحبة، ويشعرون تجاهنا بالمحبة بدورهم،" كما يقول هادين.
ويضيف: "بالتالي، فنحن نريد منك أن تبتسم، ونريدك أن تتواصل معنا بنظرك أيضا، وأن تجلس مستقيما في مقعدك، وأن تكون متحمساً. إن طالب الوظيفة الذي يترك إنطباعاً عظيما من أول وهلة، وينجح في إقامة تواصل حقيقي، سرعان ما يصبح صيدا ثمينا من بين المرشحين في القائمة المختصرة لتلك الوظيفة."
"قد تكون لديك مؤهلات قوية، لكن ما لم نعتقد أننا سوف نستمتع بالعمل معك، فلن نختارك للوظيفة في الغالب."
"أود أن ترينا أنه يمكنك العمل بسرعة وكفاءة. نحن نتوقع منك أن تجري بعض البحث حول شركتنا، فذلك يعطيك ميزة إضافية. ولكي تترك لدينا انطباعا جيدا، عليك أن تستخدم المعلومات التي توصلت لها خلال بحثك حول الشركة لتصف لنا كيف يمكنك أن تعمل معنا بسرعة وكفاءة، وأن تساهم معنا فورا،" كما يقول هادين.
ويضيف هادين "انظر إلى الأمر كما لو كنت مكاننا. إن علينا أن نشرع في دفع راتبك منذ أول يوم عمل لك، ولذا، نود أن نرى عائداً مباشراً لذلك الإستثمار بداية من ذلك اليوم الأول."
"من فضلك، لا تبدأ بإخباري بمدى احتياجك لهذه الوظيفة. فربما نحتاج منك أن تعمل 60 ساعة أسبوعياً، أو أن تسافر أكثر من نصف وقتك في العمل، أو أن تتبع مسؤولاً أقل منك خبرة. لذا، عليك أن تجلس بلا قلق،" كما يقول هادين.
ويضيف: "فمهما أجريت من بحوث حول العمل، فلن يكون بوسعك أن تدرك رغبتك الحقيقية في تلك الوظيفة حتى تعرف كل شيء ممكن عنها."
تعليقات
إرسال تعليق
في انتظار استفساراتكم